ان الديانة في الجاهلية تقوم على اساس عبادة الكواكب وتاليهها والتقرب اليها بالادعية والصلوات لتلبي حاجات الانسان، باعتبار ان ابرز الكواكب واظهرها اثرا الشمس والقمر، وقد تبين ذلك في دراسة النصوص الجاهلية.
لذلك صار ابرز الالهين على سائر المعبودات في قوله تعالى في صور فصلت الاية 37: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.
ومن بين الكواكب التي تعبد لها الجاهليون ( الزهرة-المريخ-زحل-المشتري ...وغيرها من الكواكب.
يذكر ادولف جرومان في كتابه ان خزاعة وقيس تعبدتا (للشعرى) وقبيلة طيء تعبدت (سهيل) وقبيلة اسد تعبدت (لعطارد)وقريش تعبدت للاسد وطسما ومذجح تعبدتا (للثريا) واهل مكة (لزحل)وجذاما( للمشتري)
فاسم القمر في العربية الجنوبية (ورخ) و'سن' و' سين' و 'شهر' هذه الاخيرة قد وردت بصورة خاصة في كتابات العربية الجنوبية في النصوص الحبشية مما حمل على قول بعض المستشرقين في حداثة التسمية.
كما انه دعي القمر ب ' عم' في النصوص القتبانية و " المقه" عند السبئيين و"سن" او " سين" عند الحضرميين، فقد ورد لفظ "شهرن" اي "شهر" بعد كلمة "ود"التي عثر عليها على اخشاب واحجار حفرت عليها هذه التسمية "ودم ابم" وذلك فوق ابواب المباني للتبرك بها.
فما ذكر سابقا ان ظهور كلمة " شهر" والتي تعني القمر في عربية القران الكريم وفي اللغات السامية الاخرى ،لما كان القمر هو الذي يبين الشهور لذلك قيل للزمن المعين شهرا ، وان الشهر في الاصل يعني القمر.
ففي نصوص المسند حفظت لنا اسماء جملة معابد خصصت لعبادة " المقه" اشهر المعبد الكبير في (مأرب) المعروف بمعبد " المقه اوم" وتعرف بقايا هذا المعبد عند اهل اليمن بحرم بلقيس.
ويذكر ايضا انه كني عن " المقه" ب (ثور) في بعض الكتابات مما يؤيد المراد منه راس الثور ورمز اليه كذلك بنسر وصور حيات في كثير من الكتابات وهذه الرموز الدالة على الاله القمر عند الساميين.
فعند العبرانيين مثلا صورة " يهوه" على هيئة عجل مما نلاحظ ان اكثر الاوثان التي كان الناس يقدمونها الى معابد " المقه" وفاءا لنذور نذروها تقربا لها اشتملت غالبا على صور ثيران.
فقد نعت " ود" في بعض النصوص العربية ب " نحسطب" ومهناه الحية الطيبة وهي رمز للاله "ود"
اما " العزى" من الاصنام المعروفة عند اهل الاخبار قد بقيت عبادته معروفة الى غاية ظهور الاسلام وقد اشير اليه في القرآن في قوله تعالى: ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى )،وذكر اسمه ايضا في كتابات (العلا)وتمثله " سمرت" او "سمرة" وهي شجرة يتقربون اليها بالنذور، فقد ذكر ان مضاض بن عمرو وضع غزالين من ذهب للعزى في بئر زمزم واستخرجها عبد المطلب، وتعبدت لهذا الصنم قريش وغطفان، واقامت له معبدا في (بز) او(بوز) عرف بكعبة غطفان، كما انه عبدت شجرة في (وادي نخلة) زعمت انها العزى، وتعبدت له قبائل اخرى مثل (كنانة-)وهوزان-وخزاعة-وثقيف -وال لحم في الحيرة)حيث قدمو له ضحايا بشرية بحيث صنعت له ثقيف صنما، وتعبدت اليه النبط ودعي " بيت ايل" وعرف عنه ب "كوكبنا" اي الكوكب.
تعتبر الهة النبط " بطرا" وهي "ذو الشرى" و " اللات" و " منوتو " اي " مناة" و "قشح" و "هبلو" اي "هبل".
اذا " ذو الشرى" الذي يرد اسمه في عدد من النصوص الصفويةمثلا ( فهلت وهدشر ثاو لمن حولت)اي (فيا اللات ويا ذو الشرى اثأرا ممن يحول)يحول يمعنى يشاهد القبر الذي كتبت عليه هذه العبارة.
ومع ذكر " هبل" و "مناة" مع اسم "ذو الشرى" -في الكتابات النبطية - الاله الرئيس لقريش وهو اله الكعبة على هيئة انسان ويرمز للقمر امامه حفرة عبر عنها بلفظة " بغبغ" وكانت يده اليمنى مكسورة فعوضتع قريش بيد من ذهب والظاهر ان الحية ترمز له او لـ " ود" والحية التي قيل كانت في بئر زمزم هي رمز "هبل" .
ملاحظة: ان من بين اسماء الالهة المذكورة هي في الواقع صفات استعملت واطلقت على الالهة وصارت في منزلة الاسماء ونحو ذلك في لفظ "ذو" واطلقت على الالهة اطلاق الاسماء على المسميات ومنه " ذو الشرى" "ذو قبض" " ذو بعدن" " ذت حمم"

المصادر:
johan ernst studien über die vorislamische religion der araber pp-463-505
Adolf Grohmann ARABIED p-81
Ditlef Nielsen, die altarabischen mond-sheba
أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار المؤلف: أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق الغساني المكي المعروف بالأزرقي
سورة فصلت الاية: 37
سورة النجم الاية: 19
سفر الملوك الاول الاصحاح الثاني عشر الفقرة 28
سفر الخروج الاصحاح الثاني والثلاثون الفقرة 04
للمزيد حول الموضوع انظر كتاب جواد علي اصنام الكتابات



تعليقات
إرسال تعليق
للاستفسار اكتب تعليق